الاثنين، 25 نوفمبر 2013

ابة الأرض .
سؤال ورد من الاخ ملحم حمادة يقول فيه : ((تفضلت بالجواب على سؤالي التالي : رأيت ذكر دابة الأرض عند أهل الكتاب, ما تأويلها عندهم؟))
أخي الطيب ملحم حمادة سأضع الجواب على العام لكي يستفيد بقية الاصدقاء .
في الاسفار الغير قانونية والتي رفضتها الكنيسة وهي موجودة بكثرة بلغتها الأصلية الآرامية او اليونانية والتي لم تترجم . في هذه الاسفار مذكورة اشياء يتم التستر عليها لأنها عصية على الفهم اوتُسبب احراجا تفسيريا لديهم . او لأنها تشكل خطرا عليهم لأنها تُشير إلى اشخاص محددين وأماكن محددة . فقد جاء ذكر دابة الأرض ثلاث مرات في هذه الاسفار واذكر أوضحها هنا كما في نص انجيل متي الغير قانوني كتاب ابو كريفا العهد الجديد القسم الأول المُسمى الضحية ودخانها من أناجيل الطفولة 1. ((حينيذ سجد يوياقيم ووجهه الي الارض وظل هكذا من الساعة السادسة حتي المساء وارتعب خدامه وخافوا جدا ، ثم رفع رأسه وقال كنت استمع إلى خطوات دابة الأرض وهي تجس الارض فنحن ننتظر ظهورها لتختم الأفواه وتُكبل الشياطين وتضع فرجتي السيف على الأمم الباطلة إنها علامة سليمان وتحمل ختمه فمن لا يملك سمة الخاتم سيفنى )) هذه الرواية لا يمكن أن استشهد بها على العام فانا لا يمكن ان اكتب بحثا ومصادره غير متوفرة بين ايدي الناس ولكن من ناحيتي فهي موجودة وهي امامي في نصوص غير معترف بها من قبل الكنيسة. ومن هي الكنيسة حتى تعترف او لا تعترف .الكنيسة التي لا تزال منذ ألفين عام تختلف في تفسير كلمة واحدة وهي : ((كسيلن أو كسولن)) ، والتي تعني شجرة أو وتد أو خشبة مستقيمة فيترجموها صليب !! بينما كل المراجع العالمية لمفردات الكتاب المقدس تقول انها عمود او شجرة حيث كان الرومانيون يعلقون المجرمين عليها.فكانت الكنيسة تُترجم كلمة كسولن إلى صليب رغما عن كل المراجع لأنهم لو ترجموها إلى حقيقتها ((شجرة)) لرمى كل المسيحيين الصليب من اعناقهم ولربما يعلقوا بدلا عنه شجرة أو عمود .
نعود للنص . يقول النص بأن يوياقيم وهو رجلٌ صالح ولربما نبي حيث نجد ذكره في التوراة في تتمة سفر دانيال 2: 4 ((وكان في بابل رجل اسمه يوياقيم وكان متزوجا ابنة حلقيا وكان يواقيم غنيا جدا وكان اليهود يجتمعون اليه لانه كان اوجههم جميعا)) إذن فإن يوياقيم كان رجل متقي وهو شخص وجيه فكلامه الآنف الذكر صحيح يُمكن الركون إليه . يقول يوياقيم : بانه إنما سجد هذه الساعات الطويلة لكي يستمع إلى خطوات ((دابة الأرض)) وهي تجس الأرض ومن علامات هذه الدابة انها تُكلم الناس كل لغاتهم وانها تحمل معها خاتم سليمان لتضع سمة الإيمان والكفر على جباه الناس فمن تختمه بالخاتم على جبينه يكون وجهه مشرقا ومن تختمه على أنفه يكون وجهه مظلما اسود فاحم وهو قول ابن عباس : تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم وقال ابن عباس تخاطبهم . ويقول ابن كثير في تعقيبا على كلام ابن عباس (وهو قول حسن ولا منافاة والله أعلم ) .
ومن علامات الدابة ان عندها سيف له فرجتين يُطبق فيه على الانظمة الباطلة فيقضي عليها .
يقول القرطبي في تفسير هذه الآية : (( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم )) سورة النمل آية 82. يقول: أن الدابة إنسان متكلم يُناظر أهل البدع والكفر ويُجادلهم ، لينقطعوا، فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينه .
وقال المفسرون أيضا أن الدابة تخرج من المكان الذي ولدت فيه . تخرج من مكة من أعظم المساجد وقد ذكر هذا الطبراني في الأوسط عن حذيفة بن أسيد : فبينما هم إذا دبت الأرض. فبينما هم كذلك إذ تصدعت . وتصدعت كلمة بمعنى تخرج من الصدع أي الجدار المشقوق ولربما يُشير إلى حائط المستجار الذي انشق عند ولادة علي .
واما في بيان من تكون هذه الدابة فقد ورد في بحار الأنوار ج29/244عن الأصبغ بن نباتة قال: قال لي معاوية: يا معشر الشيعة تزعمون أن علياً دابة الارض؟ ـــ يعني الذي يمشي على الارض يدب منذ خلقها ـــ قلتُ: نحن نقول واليهود يقولون.
قال: فأرسل إلى رأس الجالوت فقال: ويحك تجدون دابة الأرض عندكم مكتوبة؟ فقال: نعم، فقال: وما هي أتدري ما أسمها؟ قال: نعم، اسمها: إيليا.

قال(الأصبغ) فالتفت إليّ (معاوية) فقال: ويحك يا أصبغ ما أقرب إيليا من علياً..
 —


ضيح .. كثير من الاخوة يعتقد أن مفهوم الدابة يعني الحيوانات التي تسير على اربع مثل الخيل والحمير والاسود والفيلة وغيرها وهذا خطأ لأن مفهوم الدابة اوسع واعم . وردت كلمة دابة في القرآن المقدس تقريبا اربعة عشر مرة وكلها تُشير إلى ما خلقه الله على هذه الارض ويدخل في هذا المفهوم الانبياء والمرسلين وكل شيئ وشمل ذلك حتى الملائكة لأن منهم من يدب على الأرض والجن وغيره كما في قوله في فاطر (آية:45): ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابه .. فأدرج الخلق كلهم تحت مفهوم الدابة حتى الانبياء والصالحين . 
ولربما توسع مفهوم الدابة اكثر فشمل كل سكان السماوات كما ي قوله في الشورى (آية:29): ومن اياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابه وهو على جمعهم اذا يشاء قدير // اي ما بث من دابة في السماوات والأرض . 
ولربما كان المفهوم اوسع كما في قوله في النور (آية:45): والله خلق كل دابه من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شيء قدير .. فأدرج كل من يمشي على رجلين تحت مفهوم الدابة انبياء ملائكة رسل اوصياء . 
ولربما شمل ذلك الملائكة كما في قوله في النحل (آية:49): ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابه والملائكه . فثنى بالملائكة هنا فقال من دابة والملائكة . 
والموارد في ذلك كثيرة وكلها تُشير على أن الانسان دابة من ضمن الدواب ولكنه افضلها .
وهناك دليل على أن المقصود بالدابة هو الانسان ما جاء في هاتين الايتين : الانفال (آية:22): ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 
الانفال (آية:55): ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 
فبين الرب بأن الانسان هو الدابة المعنية في ذلك القول دابة الأرض . 
ولم يكن ذلك حكرا على القرآن فهذا الكتاب المقدس أيضا يُشير إلى أن كلمة دابة تشمل الإنسان أيضا كما في سفر التكوين 7: 21 كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ . فبين هنا أن الناس ايضا من ضمن من يدب على الأرض .
تحياتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :