السبت، 16 نوفمبر 2013

١ــ جاء في البخــــــــاري في باب قول النبي (صلى الله عليه وآله) : ***لا تســـــــــــــــألوا أهل الكتاب عن شـــــــيء *** . 

٢ــ جاء في البخـــــــــاري أيضاً  في حديث مروي عن ابن عباس قال: كيـــــــــــف تسأل أهل الكتاب عن شىء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله احــــــــــدث تقرأ محصنا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلـــــــــــــوا كتاب الله وغيـــــــــــــروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتـــــــــــــروا به ثمناً قليلاً ولا رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل اليكم.؟؟؟!!!!!

٣ـ جاء في صحيح مســـــــلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لتتبعن ســــــــــنن من كان قبلكم شـبراً شـبراً حتى لو دخلوا جحر ضب اتبعتموهـــــــم(طبعا الاتباع هنا في معرض الذم والنهي )، قلت يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟



أ ـــ السؤال الأول :هناك تناقض وتضارب  ليس فقط في روايات الاخذ عن اليهود نفسها كما قد برهنا سابقاً ، بل بينها وبين روايات أخرى تنهـــــــــــــى عن الأخذ عنهم !!!!! فكيف لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ان يسال اليهود او يشير اصحابه عليه بذلك كما لاحظنا في النشر السابق للروايات ونقدها ويتبعــــــــهم  ثم ينهانا عن اتباعهم ؟؟؟!!!!!

ب ـــ السؤال الثاني : ما مدى صحـــــــــة أن اليهود أنفسهم يصومون حقيقة يوم عاشوراء ؟؟؟!!!! فمن المعلوم أن  تواريـــــــــخ  اليهود لا توافــــــــــــق هذا اليوم  بما ان نظامهم الحسابي للسنة والشهور غير ثابت بسبب اضافة شهر الى الشهور الاثني عشر كل مــــــــدة من الزمان حتى تتوافق أعيادهم بالربيع أو الشتاء

ـــــــ ويدعم هذا التساؤل الثاني ويؤكد هذه الحقيقة قول الله عزوجل في كتابه الحكيم (القران الكريم) بقوله  :***  ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم .( التوبة:36) .
 ثم نلحظ في آية أخرى  دلالةً على صدق الطرح حيث قيام بعض الاقوام  بتغيير هذه العدة حيث يقول عزوجل : *** إنما النســــــــيء زيادة في الكفــــــــــر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئــــــــــــــوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم ســــــــوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين *** التوبة:37.
وبالتالي على فرض أن اليهود صامت عاشوراء فهذا يستدعي التلاعب بسنتهم مما يجعلهم يضيفون أو يزيدون ليوافقوا عاشــــــوراء وهذا النسيء أشار اليه القرآن ووصفه بالكفر *** انما النسيء زيادة في الكفر ***حيث النسيء بمعنى الزيادة وهذا يستدعي فيما اذا قلدهم المسلمون أن يوافقون اليهود ويقروهم على النسيء وهو ليس كفراً فقط بل زيــــــــادة بالكفر.

ج - إن تاريخ اليوم العاشر من محــــرم للسنة القمرية لا يوافق تاريخ العاشر من تشرين للسنة اليهودية الشمســـــــــــيـة  فالنظام الحسابي عند اليهود ليـــــــــــــس ميلادياً ولا هجرياً بل هو شمسي ، ويجب الالتفات أيضاً  أنه لـــــــــــــــم يحدث أي تقارن بين التاريخين في زمن وجود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة وبالتالي لا ترابــــــط بين صيام اليهود ليومهم وبين صوم العاشر من محرم!!!!!


د ـ لم يتبين أنه يوجــــــــــــد في تراث اليهــــــــــود  وتاريخهم  أصلاً  أنهم صاموا عاشــــــوراء ولا مـــــــرة واحدة ، بل ان اليوم الذي يحتفل فيه اليهود هو عيد الفصــــــح  وليس فيه صيام ، فهو حديثٌ مكذوبٌ على رسول الله (ص) .(انظر التعليقات هناك يوجد رابط يتحدث عن الامر ) 

ه ـ  ان إطلاق التســــــــمية على اليوم العاشر بـ (عاشوراء) غير حكم الصيام به، فثبوت وجود التسمية قبل مقتل الحسين (عليه السلام) سواء لليوم العاشر من محرم أو ليوم آخر كما ينسب إلى اليهود في اليوم العاشر من شهرهم المسمى (تشري) تشرين ، وهو الشهر الأول من سنتهم لا يعنــــــــــــــي ملازمة ثبوت الصيام له.(انظر التعليقات هناك رابط يتعلق بالموضوع ) 




ــــــــ تحليـــــــــل :  لقد تبين لنا أن الروايات الرابطـــــة بين صيام اليهود وصوم اليوم العاشر من محرم روايات غيـــــــــــر صحيحة قد تصل إلى حد الوضــــــــــع لمصادمتها للواقع ولمسلمات المسلمين بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ثمَ لو اننا لحظنــــــــا ما يصادف في هذا اليوم من مأســــــــــــاةٍ على الأمة الاسلامية  وهي قتل سبــــــط النبي اي الحســــــــين وأهل بيته  وأصحابه وسبي نساءه وذراريه لأدركنا أن ثمة يداً خفيةً وخبيثةً أرادت طمـــــــس الحقائق والتعتيــــــــــــم عليها كي لا تضر بالحكام وقتها ولاحقاً . 

سبب الطرح الان  وغايته هو نقطة الخلاف بين الشيعة وأهل الجماعة السنة هو في صـــــــــــوم هذا اليوم ،فالشيعة تنهى حتى تكاد تحــــــرم صوم هذا اليوم و من قال بجوازه منهم أي علماء الشيعة فقد قيده بأن لا يكون بنية التيمن والتبرك والفرح والسرور، في حين يعتبره أهل السنة هو يوم نجاة وفوزٍ وبركة وعيد يوســــــعون فيه على عيالهم  ووو الخ .
ـــــ رأى علماء الشيعة وتبعـــــــــاً لما لديهم في كتبهم من روايات وتتبـــــــعاً لما في كتب أهل الجماعه من روايات تمت دراستها وتعقب اصولها وتحليل وتفنيد ونقد متونها أن صيـــــــــــام يوم العاشر  بدا واضح المعالم أنه ليـــــــــــــــس مأخوذاً من اليهــــــــــود  ولا كان في الجاهلية أصلاً  بل  هو صنيعةُ  بني أميــــــــــــة ومتعصبي العامة فرحاً بمقتل الحسين (عليه السلام)  حيث انهم اتخذوه سنة وشعاراً  وهو ما تشير إليه بعض الروايات من أنه صوم ابن مرجانة وأن أجر من صامه مع ابن مرجانة الذي ليس هو إلا النار، ومنه تعرف أن بعض الروايات الواردة بمثل هذا عند العامة هي روايات موضوعة !!!


ونستعرض لكم اراء أئـــــــــمة أهل البيت عليهم السلام أي عترة النبي   وآراء علمــاء الشيعة في صيام يوم عاشوراء  :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
١ــ عن الإمام الرضا (عليه السلام) حين سُئلَ عن صوم يوم عاشوراء قال :عن صوم ابن مرجـــــــانة تسألني ؟! ذلك يوم صامه الأدعيــــــــــاء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) .

٢ــ وعنه عليه السلام أيضاً في حديث آخر عن صوم يوم عاشوراء قال : كــــــــلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم , وما هو إلا يــــــــوم حـــــــــزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين , ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام ... الكافي : باب صوم يوم عرفة وعاشوراء , الرقم 5 و 7 .

٣ــ  وان وجد احدهم حديثاً او حديثين في كتب الشيعة عن حسن صيام عاشوراء فانما يعود ذلك الى ان عاشــــــــوراء التي هم يستحبون صيامه وفق احاديثهم اي اهل الجماعة ان صحت (شرط ) فان المقصود بها سابقاً يومٌ آخر قبل نزول  شهر رمضان  حيث تركت بعده وليــــــــــــــــس المقصود به يوم العاشر من محرم الذي حصلت به مصيبة الطف  .
يشرح لنا ذلك  السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من السيرة (ج4/ص306) من أنّ اطـــــــــــلاق كلمة عاشوراء على العاشـــــــــــــــر من محرم انما حصل بعد استشهـــــــــــــــــاد الحسين (عليه السلام) وأهل بيته....) كردٍ  منه على حديث او اثنين استندا في كتبنا على كلام ابن دريد وابن الأثير وهذا  ليس بدليلٍ على المدعى.
فان لفظة عاشوراء اسم اســـــــــــــــــــــــــلامي لم يعرف في الجاهلية !!!!!!! فظهور هذه اللفظة كان في فترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أقل التقادير ، اذ لو كانوا يريدون غير هذه الفترة لذكروا ذلك, ويؤيد ذلك مجموعة من الاحاديث المشار اليها آنفاً, بل أكثرها صراحة ما نقله بعض المحققين من أنّ ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) قد اخبر ام سلمة بأنه سيقتل في يوم عاشوراء يوم السبت ( انظر كتاب أكسير العبادات في اسرار الشهادات للفاضل الدربندي (ج1/ص562ـ 563) وقد نقل الرواية عن كتاب عيون المعجزات والهداية الكبرى).
ثم إنّ تناقض روايات أهل السنة في مسألة صيام عاشوراء وما فيها من الزيادة والنقصان في بعض ألفاظها لا يدل على عدم وجود مثل هذا اليوم قبل واقعة كربلاء فضلاً عن صيامه؟!

اية ما في الأمر أنّ أهل السنة قد رووا في فضل صيام هذا اليوم ما يدل على كــــــــــــذب هذا الفضل كما جاء عن أهل البيت (عليهم السلام), وقد بين العلماء (اعلى الله مقامهم) تبعاً لروايات عديدة عن أهل العصمة (عليهم السلام) إن صيام هذا اليوم اذا كان مسبوقاً بالنية وتبركاً به على طريقة بني أمية والمخالفين لأهل البيت (عليهم السلام) فانّ صاحبه مأثوم, وأما اذا كان صومه لهذا اليوم حزناً على مصيبة أهل البيت (عليهم السلام) وان لا يصومه كلاً أي يفطر في العصر فلا بأس به. (انظر كتاب الاستبصار للطوسي (2/134) ,وتذكره الفقهاء للعلامة (1/278),ومنتهى المطالب (2/611),والشهيد الثاني في المسالك (2/78),وصاحب المدارك (6/267) ,فقه الصادق للروحاني (8/329).



والحمد لله الذي وفقنا لهذا وما كنا لولاه موفقين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :