الاثنين، 8 أبريل 2013

البسملة أوّل آية في القرآن الكريم :
* * * * * * * * * * * * * * * * * 

 


_ بسم الله﴾ بداية لكلّ عمل، وتعلّمنا الاستمداد من الباري تعالى لدى البدء بأي عمل ..
﴿الرحمان الرحيم ﴾ تبيّن هذه الحقيقة، وهي: إنّ خلق الله ورعايته وحاكميته تقوم على أ...ساس الرّحمة والرّحمانية، وهذا المبدأ يشكّل المحور الأساس لنظام رعاية العالم.

.____عن رسول الله (ص) قال: اذا قال العبد ﴿بِسم الله) قَالَ الله جلّ جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق علي أن اتمم له اُموره وأبارك له في أحواله .وإِذا قال: ﴿اَلراحمن الرحيم﴾ قال الله قال الله عزوجل : شهد لِي عبدِي أَنّي اَلرحمن الرحيم ،أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ولأجزلن له مِن عطائي نصيبه .





ونلاحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ :
أن الأمم والشّعوب دأبت على أن تبدأ كل عمل هام ذي قيمة باسم كبيرٍ من الرجال والحجر الأساس لكل مؤسسة هامّة يوضع باسم شخصية مرموقة في نظر أصحابها، أي أن أصحاب المؤسسة يبدأون العمل باسم تلك الشّخصية.
والســـــــــــــــــــــــــــــــــؤال :
أليس من الأفضل أن يبدأ العمل في اُطروحة اُريد لها البقاء والخلود باسم وجود خالد قائم لا يعتريه الفناء؟ فكلّ ما في الكون يتجه إلى الزّوال والفناء، إلا ما كان مرتبطاً بالذات الأبدية الخالدة... ذات الله سبحانه.

 

  _ إنّ خلود ذكر الأنبياء سببه إرتباطهم بالله وبالقيــــــــــم الإنسانية الإِلهية الخالدة كالعدالة وطلب الحقيقة، وخلود اسم رجل في التّاريخ مثل (حاتم الطّائي)، يعود إلى إرتباطه بواحدة من تلك القيم هي (السّخاء). وصـــــــــــفة الخلود والأبدية يختص بها الله تعالى من بين سائر الموجودات، ومن هنا ينبغي أن يبدأ كلّ شيء باسمه وتحت ظلّه وبالاستمداد منه.

والبسملة لا ينبغي أن تنحصر في اللفظ والصورة، بل لابدّ أن تتعدّى ذلك إلى الإِرتباط الواقعي بمعناها، وهذا الإِرتباط يخلق الإِتجاه الصحيح ويصون من الإنحراف، ويؤدي حتماً إلى نتيجة مطلوبة مباركة . لذلك جاء في الحديث النّبوي الشريف:***كل أمر ذي بال لم يُذكر فيه اسْم الله فهو أبتر . ****
وأميرالمؤمنين (ع) بعد نقله لهذا الحديث الشريف قال : ***ان العبد إِذا أَراد أن يقرأ أَو يعمل عملا فيقول بسم الله الرحمان الرحيم فانه يبارك فيه*** . بعبارة موجزة: بقاء العمل وخلوده يتوقف على ارتباطه بالله.



____من هنا كانت الآية الاُولى التي أنزلها الله على نبيّه الكريم تحمل أمراً لصاحب الرسالة أن يبدأ مهمته الكبرى باسم الله: ***اقرأ باسم ربك***.

 

 ولذلك أيضاً فإن نوحاً (ع) - حين يركب السفينة في ذلك الطوفان الكبير ويواجه ألوان الأخطار على طريق تحقيق هدفه - يطلب من أتباعه أن يردّدوا البسملة في حركات السفينة وسكناتها : وقال ***اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ***.وانتهت هذه السفرة المليئة بالأخطار بسلام وبركة كما يذكر القرآن الكريم :***قيل يا نوح اهبط بسلام منا وَبركات عليك وعلى أُمم ممن معك***
.وسليمان (ع) يبدأ رسالته إلى ملكة سبأ بالبسملة: ***انه من سليمان وانه بسم الله الرحمان الرحيم الرحيم ***.

وانطلاقاً من هذا المبدأ تبدأ كلّ سور القرآن بالبسملة، كي يتحقّق هدفها الأصل المتمثل بهداية البشرية نحو السعادة، ويحالفها التوفيق من البداية إلى ختام المسيرة. وتنفرد سورة التوبة بعدم بدئها بالبسملة، لأنّها تبدأبإعلان الحرب على مشركي مكة وناكثي الأيمان، وإِعلان الحرب لا ينسجم مع وصف الله بالرحمن الرحيم.





____وتجدر الإِشارة إلى أنّ البسملة تقتصر على صيغة ( بسم الله) ولا تقول فيها: باسم الخالق أو باسم الرزاق وما شابهها من الصيغ. والسبب يعود إلى أنّ كلمة (الله) - كما سيأتي - جامعة لكلّ أسماء الله وصفاته أمّا الأسماء الاُخرى لله فتشير إلى قسم من كمالاته كالرحمة والخالقية.

_ اتضح ممّا سبق أيضاً أنّ قولنا: (بسم الله ) في بداية كلّ عمل يعني «الاستعانة» بالله، ويعني أيضاً «البدء» باسم الله وهذان المعنيان يعودان إلى أصل واحد، وإن عمد بعض المفسّرين إلى التفكيك بينهما وتقدير كل واحد منهما في الكلام. فالمعنيان متلازمان، أي: أبدأ باسم الله وأستعين بذاته المقدّسة.
وطبيعي أنّ البدء باسم الله الذي تفوق قدرته كل قدرة، يبعث فينا القوة، والعزم، والثقة، والإِندفاع، والصمود والأمل أمام الصعاب والمشاكل، والإِخلاص والنزاهة في الحركة. وهذا رمز آخر للنجاح، حين تبدأ الأعمال باسم الله.
مهما أطلنا الحديث في تفسير هذه الآية فهو قليل، فالمعروف عن عليّ (ع) أنه بدأ يفسر لابن عباس آية البسملة في أول الليل، فأسفر الصبح وهو لم يتجاوز تفسير الباء منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :