الثلاثاء، 9 أبريل 2013

تسبيحة الزهراء(ع)
______________
إن المحطتين الرئيسيتين التي يستحب فيهما تسبيحة الزهراء (ع) هما: قبل النوم، وبعد الصلوات اليومية.. فيبدو أن فاطمة (ع) كان عليها ضغط القيام بأعباء المنزل، فانطلقت إلى النبي المصطفى (ص) -وهو حاكم العالم الإسلامي ظاهراً وباطناً.. وظاهرة الخدم كانت موجودة في حياة النبي (ص)، وليست بظاهرة غريبة- ولكن النبي (ص) عوضها بهذه التسبيحة لأمرين:

الأول: عدم التميز:
...
وهي رغبة النبي (ص) في أن تعيش فاطمة كأي امرأة مستضعفة في المدينة من نساء المسلمين، حيث أنه ليست كل امرأة في المدينة لها خادمة.. فالنبي (ص) لم يحب أن يخص فاطمة بامتياز مادي، وهذا هو ديدنهم (ع)، ونحن نعلم سلوك علي (ع) أمير المؤمنين في بيت المال، وكيف كان طعامه

الثاني: لتكسب الخلود:

نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى كيف يكتب الخلود لعبده، إذا تجاوز برغبة من رغباته.. فلو أن فاطمة (ع) اتخذت خادمة تعينها في أمور المنزل؛ لبقيت سنوات من عمرها القصير وانتهى الأمر.. ولكن الله تعالى أكرمها بما قاله النبي (ص): (أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟.. إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين الزهراء(ع)).. هذه التسبيحات الذي يقول عنها الإمام الصادق (ع) أنها من مصاديق الذكر الكثير: (من بات على تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات).. وأنه أحب إلى الله تعالى من ألف ركعة في كل يوم، حيث روي عنه عليه السلام: (تسبيح فاطمة الزهراء في كلّ يوم، من دُبر كلّ صلاة؛ أحبُّ إلىَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم).. والإمام الباقر يضيف الاستغفار بعد تسبيحات الزهراء؛ لتغفر له ذنوبه، ويتباعد عنه الشيطان:

(من سبح تسبيحة فاطمة، ثم استغفر الله؛ غفر له.. وهي مئة باللسان، وألف بالميزان تطرد الشيطان، وترضي الرحمن)

ولكن -مع الأسف- نحن مع التكرار الكثير لهذا العمل المبارك، كأنه فقد مغزاه.. فنكررها على شكل تلاوة لفظية سريعة، حتى أن الإنسان بعض الأوقات لا يميز الكلمات، فضلاً عن التأمل في المعاني المختزنة فيها!.. فإذن، اقتراحي هو اتخاذ تسبيحات الزهراء ذكراً، كما قال الإمام الصادق (ع) هو الذكر الكثير، وهو ذكر توحيدي متناسب مع جو الصلاة، وخاصة مع ما ذكره الباقر (ع) بإضافة الاستغفار؛ ليكون معجونا جامعا ومانعا
See more

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :