الأحد، 13 يناير 2013

شخصٌ أنا معجبةٌ به
* * * * * * * * * * * 



_ من وحي الواقع ، ومن أرض جامعتي وقصصها وحكاويها التي لا تنتهي و أخبارها التي قد تجعلك مشدوهاً فاغراً فاك َ أحياناً ، أو عابساً ناقماً مشتعل الأعصاب أحياناً ، أو ضاحكا ساخراً مع الأصحاب أخرى،

 ومبتسماً برحمة وعطفٍ لبعضٍ ابتسامتك تكفيه زاداً معنوياً ليومه كاملاً أو .........................وهنا بيت القصيد ، تحني رأسك اجلالاً لأشخاص ٍ ،تتمنى أن تقبل جباهه...م الموشومة بوسام العبودية لله ، المتحررة من شهوات النفس ، المنيرة بضياء الروح .

من وحي هذا الواقع ، أنقل لكم هذه القصة ، يخبرني هذا الشخص الذي أنا أكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة ، أنه في يوم من الأيام الجامعية الروتينية ، صادف أن جاء لزيارته شخصٌ غير متوقع ، انه تلميذ الشيخ بهجت ، عالمٌ وسيد جليل تجمع بينهما صداقةٌ طيبة، وتجنباً للاطالة سأقول لكم ما جرى

 
 
يستطع السيد دخول حرم الجامعة !!!!!! ، ليس لأنه غير مسموحٍ له الدخول ، أو لاعاقةٍ من أي نوع ، ذاتية او خارجية .......بل لأنه شاهد ما لم يكن في حسبانه أنه قد يراهُ أو يجري في ذلك الحرم !!!!!!!!

فتياتٌ شاباتٌ ، كاسياتٌ عاريات ، وأخريات شبه عاريات متبرجاتٍ متزينات ، لم يدعن للموضة ولا لآخر الصيحات أن تعتب عليهن بشيء من رأسهن حتى أخمص أقدامهن ، هذا عدا عن العطور التي تفوح من هنا وهناك تخطف الأنفاس وتجذب النفوس ،وضحكات ٍ رنانةٍ جوفاء بعض ساحرٌ ، وبعضها تتمنى لو انها بكماء ، متوضعات ٍ في مواقف ومجالس قد خلعن عنهن فيها كل غطاءٍ للحياء ، يتباهين بجمالٍ مبتذلٍ رخيص..... وياليت الأمر يتوقف عند فئة الشابات ، بل حتى العجائز تنافسهن في الانحطاط والعرض . وكأنه وكرٌ للشيطان وليس لطلب العلم ....!!!!!!!!

المهم ، يبدو أن سيدنا الجليل غيرمعتادٌ على هذه المشاهد المغرية والمظاهر الشيطانية ، فروحه التي قد انهكها في التربية والعبادة والجهاد استنكرت ما رأت ، وهالها ذلك ..... فلم يستطع الدخول وتلويث روحه النقية ، فبقي جالساً داخل السيارة لم يفارقها ، او يخطو خطوةً خارجها ، فجاءه الشخص المعني بحديثنا وووجده على حالٍ ضحك منها ......

يروي لي ضاحكاً ضحكته الرحمانية الطيبةَ ، لقد وجدته اي السيد ، قد طوى كلتا يديه ووضع واحدة فوق الأخرى وغطى عينيه بهما محني الرأس على مقدمة السيارة من الداخل منكمشاً على بعضه ، في وضعية ٍ تشبه وضعية الخائف أو من أصابه برد ، ، خشيَ الشخص المعني أن يكون َ قد أصاب السيد سوءً فحركهُ وسأله : أأصابه خطبٌ أو ألم به داءٌ، فهز رأسه بالنفي ....... ثم بعد أن حرك السيارة وغادر المكان ، سأله مابه وما الذي جرى هناك ،؟؟؟!!!!!!

قال السيد للشخص : هاهنا يكمن الجهاد الأكبر ، أنتم أعظم منا منزلة ً ، هل تتعرضُ كل يومٍ لهذه المغريات ، وتشاهد هذه الظواهر ان صح التعبير __وأنتَ على ما أنتَ عليه من ايمانٍ وورعٍ وملازمةٍ لصلاتك في أول وقتها وأدعيتك وأخلاقك المشهود لك بها ، ونورانيتك ... ____ حقا يحتاج المرء سداداً وتوفيقا عظيما ً . السطرين الأخيرين رأيي فيه وليس قول السيد ......

المهم ، يجيبه الشخص ، نعم . ويتوقف الحديث عن السيد ، ونكمل حديثنا سويا ً هو وأنا ، فيقول مستطردين في الحديث عن واقع الحال وتبدل الزمان وانهيار القيم ... أتعلمين ؟؟ تمر وأتعامل يومياً مع هذه الأشكال من البشر ولكن ، لم تعد تعني لي شيئاً كما كانت تعنيه سابقاً ، كأنها جدران ...... لاتهمني بشيء ولا تعنيني ، ولا يجذبني أي شيء فيها ، بل اني أحيانا أتنفر جدا من الاحتكاك بهم وبهن ،_ والحديث أيضا
يشمل لشباب المتهتك _,أشعر بالضيق والاختناق .... أتساءل هل أنا مريضٌ أو بي سوء ؟؟ فأجبته مطمئنة لصدق حدثيه ، بأنه قد ارتقى عن هذه المنازل واعتاد رؤيتها ولم يعد للشيطان من سبيل عليه من هذا الباب ، لأن روحه النقية المؤمنة لا يمكن لها أن تستهضم او تتقبل الأرواح الملوثة بالذنوب .......



أقول : ساعد الله قلوب وأرواح شبابنا ، أبناءنا ، آباءنا ، اخوتنا ، الطلاب ،الموظفين ، الدكاترة ، وأعانهم على ما ابتلاهم وابتلانا به ، لأن القضية فعلا خطيرة جدا ،شبهها شبه التفاحة الفاسدة لو وضعت في صندوق لأفسدت صندوق التفاح كله ....

 وكذلك هو الأمر ، تأثير هذا الصنف من الفساد في مجتمع الجامعة الذي كله يعج بالفئة الشابة من الفتيات والفتيان مع ما لهذه المرحلة العمرية من احتياجات وتطلعات وتوجهات ، مرحلةٌ تأسيسية ومتأرجحة يمر بها الشباب قد تجرفه وتحرفه انحرافا تاما ....................

.نسأل الله السداد لشبابنا وشاباتنا ونسألكم الدعاء لهم ولهن ، بأن يغنيهم بحلاله عن حرامه ، وتحية احترام واجلال لكل من جاهد نفسه وغالب هواه فغلبه
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :