الثلاثاء، 15 يناير 2013

ان لنوع الانسان كمال خاص لجوهر ذاته وحاقّ حقيقته، لا يفوقه فيه فائق، ولا يسبق به عليها سابق، وهو الاتصال بالمعقولات ومجاورة الباري والتجرّد عن المادّيات... وتلك الخاصيّة إنّما تحصل بالعلوم والمعارف، مع انقطاع عن التّعلق بالزخارف...


وليعلم أنّ معرفة الله تعالى وعلم المعاد وعلم طريق الآخرة، ليس المراد بها الاعتقاد الذي تلقّاه العامّي أو الفقيه وراثةً وتلقّفاً...ولا ما هو طريق تحليل الكلام، والمجادل...ة في تحرير المرام... 


وليس أيضا هو مجرد البحث البحت كما هو دأب أهل النظر وغاية أصحاب المباحثة والفكر... بل هو ثمرة نور يقذف في قلب المؤمن، بسبب اتصاله بعالم القدس والطهارة، وخلوصه بالمجاهدة عن الجهل والأخلاق الذميمة وحب الرئاسة والإخلاد الى الأرض...




مقدّمة الأسفار العقلية الأربعة -ج1 صدر الحكماء المتألهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بوضع بصمتكم فاهلا وسهلا بكم :